دمشق-سانا
وتيرة تعافي سوريا بعد التحرير تتسارع، تسابق الزمن لطي سنوات من التدمير الممنهج جراء ممارسات النظام البائد، فخلال الـ48 ساعة الماضية تم توقيع ثلاث اتفاقيات إستراتيجية في مجالات الإعلام والطاقة والبنية التحتية، شملت إنشاء مدينة إعلامية متطورة، وتنفيذ مشاريع طاقة شمسية، وإعادة تأهيل عشرات الجسور، لتؤكد عودة سوريا إلى خارطة الاستثمار والتعاون الدولي.
مدينة بوابة دمشق للإنتاج الإعلامي والفني والسياحي
ظهر أمس وبحضور السيد الرئيس أحمد الشرع وقعت مذكرة تفاهم بين وزارة الإعلام وشركة المها الدولية، لإنشاء مدينة “بوابة دمشق” للإنتاج الإعلامي والفني والسياحي في سوريا التي ستشكّل مركز جذب رئيسياً للإعلام العربي والعالمي، لما تحمله من طابع تقني متطور، وخصوصية حضارية وتاريخية، إذ تضم تسع مدن مصممة على الطراز الإسلامي بإشراف متخصصين من “هوليود” ووفق أعلى المعايير، حيث تمكن أي منتج من الاستفادة من تلك المدن، سواء في الوطن العربي أو في العالم ودون الحاجة لأي شيء من الخارج.
مذكرة تفاهم مع شركة أمريكية لتنفيذ محطتي طاقة شمسية
قبل توقيع مذكرة التفاهم لإنشاء بوابة دمشق بساعات وقعت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء مذكرة تفاهم مع شركة 20 solar energe الأمريكية، لتنفيذ محطتي طاقة شمسية، باستطاعة 200 ميغا واط، ما سيساعد في تحسين واقع الكهرباء الذي سينعكس بدوره إيجاباً على جميع مناحي الحياة.
اتفاق مع شركة فرنسية لإعادة تأهيل 37 جسراً
فيما تم أول أمس وفي إطار إعادة تأهيل البنى التحتية، الاتفاق مع شركة ماتيير الفرنسية، على إعادة إنشاء وإصلاح 37 جسراً في مختلف المناطق السورية بعد سنوات من الأضرار التي لحقت بالجسور والطرق جراء قصف النظام البائد، ما يسهم في عودة الحركة والتواصل بين المناطق بشكل سهل وسريع.
مرسوما زيادة الرواتب دفع اقتصادي واجتماعي
وجاء المرسومان اللذان أصدرهما الرئيس الشرع في ال22 من الشهر الماضي، بمنح العاملين وأصحاب المعاشات التقاعدية زيادة قدرها 200 بالمئة على الرواتب والأجور، ليعطيا دفعاً كبيراً للوضع الاقتصادي والاجتماعي في سوريا، حيث تسود أوساط المجتمع السوري عامة، حالة ارتياح كبيرة، من مختلف الشرائح والمهن، سواء الموظفون الحكوميون أو أصحاب المهن الحرة أو المتقاعدون، آملين بغدٍ أفضل لسوريا.
خطوات متكاملة ومتسارعة لدعم التعافي
وتأتي هذه الخطوات استكمالاً لاتفاقيات وخطوات تم السير بها خلال الأسابيع والأشهر الماضية، حيث وافق البنك الدولي قبل أيام على منحة بقيمة 146 مليون دولار لتمويل استعادة الكهرباء ودعم التعافي الاقتصادي في سوريا، في تكريس لإعادة ارتباطها بالاقتصاد العالمي ومؤسساته المالية.
وفي التاسع والعشرين من أيار الماضي وقعت سوريا مذكرة تفاهم بقيمة 7 مليارات دولار مع تحالف من الشركات العالمية بمجال الطاقة بقيادة شركة ” أورباكون” القابضة القطرية (UCC) لتوسيع شبكة الكهرباء، في أضخم اتفاقية استثمارية توقعها الحكومة منذ سقوط النظام البائد، وغير ذلك من الاتفاقيات لتسهيل النقل والتجارة البينية والتعاون الاقتصادي واستثمار وإعادة تأهيل الموانىء والمناطق الحرة مع دول وشركات عربية وأجنبية.
حراك مستمر يؤكد أهمية سوريا إقليمياً ودولياً
وليس بعيداً عن ذلك استمرار الحراك والتواصل مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية، والذي أثمر ويثمر رفعاً للعقوبات المفروضة على سوريا، ورغبة في زيادة التواصل والتعاون معها، لتحقيق الأمن والاستقرار ومزيد من الازدهار والتنمية في المنطقة والعالم، وهو ما يؤكد أهمية سوريا، ودورها الفعال على الصعد الإقليمية والدولية.
كل هذه الإنجازات تؤكد أن طريق الألف ميل لا يبدأ في سوريا بخطوة بل بخطوات وخطوات متسارعة وحثيثة، مدروسة ثابتة وواثقة، تضمن حضورها ومكانتها وتألقها كمركز حضاري، حيث تفتح أبوابها للعالم اليوم لا كبلد يحتاج المساعدات، بل كشريك إستراتيجي تنموي، بقوة تعكس إرادتها في إعادة البناء وترسيخ موقعها الإقليمي والدولي.
