بروكسل-سانا
أوصت المفوضية الأوروبية بالحد من وصول إسرائيل إلى صندوق “هورايزن” للأبحاث التابع للاتحاد الأوروبي، على خلفية تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة جراء الحصار الإسرائيلي.
ونقل موقع “يورو نيوز” عن مصادر في الاتحاد الأوروبي قولها: “قدّمت المفوضية الأوروبية مقترحات إلى الدول الأعضاء في الاتحاد لتعليق وصول إسرائيل جزئيًا إلى برنامج “هورايزن أوروبا للبحث والابتكار”، مشيرة إلى أن مسؤولي الاتحاد اجتمعوا أمس لمناقشة هذه الخطوة ردًا على عدم تنفيذ إسرائيل اتفاقًا تفاوضيًا لتحسين وصول الإمدادات الغذائية والطبية إلى الفلسطينيين في غزة “بشكل كبير”.
وأفاد بيان صادر عن المفوضية الأوروبية بأن هذه الخطوة ستؤثر على مشاركة الشركات الإسرائيلية الناشئة التي تُقدّم “ابتكارات ثورية وتقنيات ناشئة ذات تطبيقات مزدوجة الاستخدام، مثل الأمن السيبراني والطائرات دون طيار والذكاء الاصطناعي”.
وستُناقش هذه المقترحات، وربما يتم التُصويت عليها اليوم، عندما يجتمع سفراء الاتحاد الأوروبي من جميع الدول الأعضاء الـ 27.
ويُعتبر تعليق مشاركة إسرائيل في برنامج هورايزن أحد الخيارات العشرة التي عُرضت على المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء، وذلك بناءً على تقرير يؤكد انتهاك إسرائيل للقانون الدولي بسبب الوضع المتردي للمدنيين في الأراضي الفلسطينية.
ولن يتطلب التعليق الجزئي لبرنامج هورايزن إجماعًا من جميع الدول الـ27، ورغم أنه من المستبعد أن توافق دول أعضاء مثل النمسا وألمانيا وهنغاريا وجمهورية التشيك على اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل غير أن قد يتم تبنيه بأغلبية الأصوات المؤهلة، ما يعني أن دولة أكبر مثل إيطاليا سيكون عليها دعمه.
بدوره قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: إن الوضع الإنساني في غزة “كارثي”، وطالب “بمنح سكانها وصولًا فوريًا وآمنًا وغير مقيد للمساعدات الإنسانية”.
وأضاف: “تدعم لاهاي خطة تعليق مشاركة إسرائيل في برنامج “هورايزن” وستضغط أيضًا من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات الأوروبية، على سبيل المثال في مجال التجارة”.
وقال دبلوماسي أوروبي مطلع على المسألة: “آمل أن يناقشوا إجراءات فعلية في غزة، وليس فقط الوضع هناك، فنحن بحاجة إلى أفعال، لا إلى مزيد من التصريحات عن مدى فظاعة الوضع”.
وأضاف الدبلوماسي: “إن التركيز على خيار واحد يُجبر الدول الأعضاء على اتخاذ قرار، ولست متأكدًا من مدى تأثير ذلك اقتصاديًا على إسرائيل، لكنه يُظهر تزايد الضغط السياسي عليها”، مضيفًا: إنهم يعتبرون أن المفوضية “تنصلت من الأمر” حتى هذه اللحظة.
وقال مصدر رفيع المستوى ليورونيوز: “من الواضح أن الوضع في الأيام القليلة الماضية في غزة لا يزال مروعًا، وعلى الرغم من دخول المزيد من المساعدات، إلا أن توزيعها كان مميتًا”.
وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 1000 شخص لقوا حتفهم في مواقع توزيع الغذاء وحدها، وأن العشرات ماتوا جوعًا في الأيام الأخيرة.
