الفروج المهرب يهدد بقوة قطاع الدواجن بحمص

حمص-سانا ‏

استعادة قطاع الدواجن في حمص عافيته بعد غياب قسري لسنوات بسبب الإرهاب شجعت المربين ‏على إعادة عجلة التربية والإنتاج وترخيص مداجن جديدة لكنهم وجدوا أنفسهم أمام تحد جديد يتمثل بالفروج المهرب الذي بات يتصدر قائمة ‏الأخطار التي تحدق بهذا القطاع لدرجة التهديد بإيقافه عن العمل.‏

‏الفروج المهرب الذي بات الشغل الشاغل ومحور أحاديث مربي الدواجن في ‏جلساتهم واجتماعاتهم مع المعنيين ينذر بإغلاق مئات ‏المداجن حتى في المناطق الأكثر احتضانا لهذه المهنة والتي لم تشهد تأثرا كبيرا خلال ‏السنوات الماضية وخاصة تلكلخ وقرى المركز الغربي حيث يتوزع ثلثا المداجن ‏المرخصة على مستوى حمص ب531 مدجنة تليها قرى المركز الشرقي ب89 مدجنة ‏والقصير ب56 مدجنة وتلدو 50 مدجنة والمخرم 20 مدجنة و الرستن 6 مداجن .‏

عيسى عبود ‏رئيس لجنة مربي الدواجن بحمص تساءل “لماذا سعر الفروج المهرب اقل من الفروج المحلي ” محذرا من أنه في حال استمر تدفق الفروج المهرب ستتوقف ‏غالبية المداجن عن العمل لعدم الجدوى الاقتصادية .

ودعا عبود إلى إيجاد حل لارتفاع أسعار الأعلاف التي تؤثر بشكل مباشر على سعر الفروج وتوفير ‏المحروقات للمداجن في أوقات التربية بمخصصات محددة وتأمين التيار ‏الكهربائي بشكل متواصل.‏

الدكتورعبد العليم خراسان نائب رئيس الرابطة السورية لطب ‏الدواجن عاد إلى تربية الفروج في بلدة تل عمري بعد انقطاع خمس سنوات بسبب الأزمة ‏مؤكدا أن استفادة البعض من التهريب ستؤثر على شريحة واسعة من المربين حيث يباع ‏كيلو غرام الفروج المهرب ب 500 ليرة بينما يكلف إنتاج الكيلو غرام الواحد من ‏الفروج المحلي نحو600 ليرة وبمعادلة حسابية يتبين أن المربين ‏سيضطرون للتوقف في حال استمر التهريب .

ويعاني مربو الدواجن من صعوبة ترخيص المداجن بسبب الخارطة ‏الاقليمية للمحافظة ما يعيق في الكثير من الأحيان ترخيصها بالمنطقة الغربية إضافة إلى ‏غلاء أسعار العلف وتأرجح سعر الصوص في السوق المحلية وعدم توافر مستلزمات التدفئة ‏في الوقت المناسب للتربية أحيانا وعدم تناسب سعر بيع الفروج مع التكاليف العالية.‏

خاطبنا الجهات المعنية وحتى الآن لا حل وسأنهي عملي في هذه المهنة بعد ‏ثلاثة أشهر لأن خسارتي بالملايين يقول عامر حلواني صاحب معمل أعلاف ومداجن لإنتاج ‏الفروج وصوص الفروج مضيفا: “لن استطيع الاستمرار إذا لم يتوقف التهريب داعيا إلى إيقاف ‏الضريبة الجمركية على الأعلاف للسماح بمنافسة الفروج المهرب.‏

أحمد كاسر العلي رئيس غرفة زراعة حمص وعضو مجلس الشعب يقول “تم ‏طرح موضوع تهريب الفروج في جلسات مجلس الشعب وادعو الجهات المعنية في كل ‏الوزارات والجمارك إلى الإسراع بإيجاد حل جذري للحفاظ على استمرار عمل المداجن ‏وتفادي الخسائر المتوقعة والمقبلة للمربين”.‏
رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين بحمص الدكتور أحمد شحود أكد أن المداجن ‏المرخصة ازدادت من 1702 مدجنة عام 2011 إلى 1768 مدجنة عام 2017 فيما يصل عدد ‏المداجن غير المرخصة العاملة حاليا إلى 450 مدجنة بطاقة مليون و 900 ألف طير.‏

ويوضح شحود أن قطاع الدواجن كبير وتعمل به حاليا أكثر من 550 عائلة إضافة إلى أصحاب المداجن (سويق تربية مسالخ ولا بد من دعمه وتأمين الآلية التي ‏تعيد تنشيطه وتوفير فرص عمل حقيقية للكثير من أبناء الريف وبدخل معقول.‏

‏عزوف المربين عن تربية الفروج سيلحق خسائر فادحة بفرع مؤسسة الدواجن في حمص حسب ‏مديرها العام محمد قيمر الذي يبين أن إنتاج المؤسسة من الصوص سيتعرض لخسارة نحو ‏‏4 ملايين ليرة كل ثلاثة أيام في حال امتنع المربون عن التربية .
وأكد قيمر أن هذا الموضوع يطرح في كل ‏الاجتماعات الرسمية وتتم المطالبة بوضع حد للتهريب وإلغاء الضريبة ‏الجمركية على الأعلاف والتي مازالت مرتفعة بالمقارنة مع دول الجوار لافتا إلى أن 70 ‏بالمئة من تكلفة إنتاج الفروج يتركز في المادة العلفية .‏

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص المهندس رامي اليوسف أكد أن عناصر الرقابة ‏التموينية تقوم بشكل يومي بالكشف على محال بيع الفروج والتدقيق في الفواتير والأسعار ‏وستعمل على تشديد الرقابة لمنع أي حالة تهريب أو مخالفة قانونية.‏

‏ وبحسب مدير جمارك حمص سليمان شميس تتم مراقبة وفحص كل السيارات المحملة بالفروج حتى الصغيرة منها مضيفا تم ضبط عدة مخالفات تتعلق بالفروج المهرب ‏وأصبحت هذه الظاهرة شبه منتهية في الاسواق .‏

وتعتبر مهنة تربية الدواجن بحمص من أكثر المهن إقبالا نظرا لسرعة الدورة الإنتاجية وبالتالي سرعة دورة رأس المال ويمكن أن تعمل فيها فئات مختلفة من مهندسين ‏زراعيين وأطباء بيطريين ومصانع للأعلاف والأدوية والمربين والتجار.‏