حمص-سانا
ناقشت نخبة من الأكاديميين والمهتمين بالشأن النفسي والتنموي، خلال المنتدى الحواري الذي أقامته جمعية دوبامين للتنمية في المركز الثقافي بحمص، سبل تجاوز الأزمات النفسية والاجتماعية، مؤكدين أن بناء الإنسان من الداخل هو اللبنة الحقيقة لبناء الوطن.
المنتدى الذي استضافته قاعة سامي الدروبي تحت عنوان “بناء الإنسان… أساس بناء الوطن”، جاء برعاية مديرية الثقافة في حمص، وركّز على أهمية السلام الداخلي كشرط أولي لتحقيق الاستقرار المجتمعي، بحسب ما أشار إليه الدكتور عبد الفتاح الحميدي، رئيس الجمعية واستشاري العلاج النفسي.
وأوضح الحميدي أن الأزمات تخلّف صراعات داخلية قد تتطور إلى نزاعات يصعب احتواؤها، مشدداً على ضرورة إطلاق برامج للتعافي النفسي، وتفعيل دور المؤسسات المدنية والمجتمعية في دعم الصحة النفسية عبر أبعاد روحية، وعقلية، ونفسية وبدنية متكاملة.
من جهتها، اعتبرت الدكتورة سلام خطاب، المحاضرة في كلية التربية بجامعة حمص، أن تمكين الأفراد يعيد إليهم الثقة بالنفس بعد الإحباط، مشيرة إلى أن التمكين لا يقتصر على الجانب النفسي بل يشمل دعماً ثقافياً وفكرياً ومؤسساتياً يعزز إدراك الفرد لقيمته في المجتمع.
واختتم المنتدى بجلسة حوارية مع الحضور، الذين أجمعوا على أن الاستثمار في الإنسان هو حجر الأساس في نهضة المجتمع، وأن بناء الإنسان هو البداية الحقيقية لبناء وطن متماسك ومتقدم.
ففي زمن تتكاثر فيه الأزمات، يبقى بناء الإنسان هو المشروع الأهم والأكثر استدامة، فالثقافة ليست ترفاً، بل أداة للشفاء وإعادة تشكيل الذات في مواجهة التحديات، وحين يصبح الإنسان محور الاهتمام، يبدأ الوطن باستعادة عافيته من الداخل.