عواصم-سانا
تسببت موجة حر شديدة مصحوبة برياح قوية في اندلاع حرائق غابات واسعة جنوب أوروبا، ما أسفر عن تدمير منازل ومزارع ومنشآت صناعية، وإجبار آلاف السكان على الإخلاء القسري.
وفي حين تحسن الوضع نسبياً في فرنسا وإيطاليا، لا تزال اليونان والبرتغال وإسبانيا تكافح لاحتواء النيران، الأمر الذي دفع مدريد لطلب تفعيل الآلية الأوروبية لمكافحة الحرائق.
اليونان
أكثر من 100 حريق اندلع في مناطق مختلفة، من بينها حريق ضخم امتد إلى مصنع للأسمنت بمدينة باتراس– ثالث أكبر مدن البلاد– ما تسبب في تصاعد سحب دخان كثيفة وتعطيل حركة السكك الحديدية في أطراف المدينة،
كما أتت النيران على بساتين زيتون ومناطق غابات واسعة.
وأمرت الحكومة بإخلاء بلدة يسكنها نحو 7700 شخص قرب باتراس، تبعتها تحذيرات لسكان قريتين مجاورتين بمغادرة منازلهم فوراً، كما شملت أوامر الإخلاء بعض الجزر، مع امتداد الحرائق إلى جزيرتي خيوس شرقاً وكيفالونيا غرباً، وهما من أبرز الوجهات السياحية.
نشرت السلطات نحو 5 آلاف رجل إطفاء مدعومين بـ33 طائرة، لكن الرياح القوية والطقس الحار الجاف صعّبا مهمة السيطرة على النيران، ما جعل أثينا تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إخماد الحرائق.
ومنذ حزيران الماضي التهمت الحرائق أكثر من 20 ألف هكتار في اليونان.
البرتغال
خمسة حرائق كبيرة تلتهم مساحات واسعة في شمال ووسط البلاد، يشارك في إخمادها أكثر من 1800 عنصر إطفاء مدعومين بوسائل جوية، فيما يقوم السكان بري الأراضي المحيطة بمنازلهم لوقف تقدم النيران.
وفي منطقة ترانكوسو وسط البلاد، لا يزال حريق ضخم مستعراً منذ السبت الماضي، بينما أشعلت الرياح القوية حرائق جديدة.
ورغم الانتقادات الموجهة للحكومة بشأن نقص الموارد، أكد رئيس الوزراء لويس مونتينيغرو أن جميع الإمكانات، بما فيها قوة قوامها 15 ألف جندي، جُندت لمساندة جهود الإطفاء.
وأظهرت البيانات الأولية للمركز الوطني لإدارة الغابات أن الحرائق أتت على أكثر من 63 ألف هكتار منذ بداية العام.
إسبانيا
طلبت إسبانيا من الاتحاد الأوروبي تفعيل آلية الطوارئ لمكافحة الحرائق للمساعدة في إخماد 14 حريقاً ضخماً أجبر نحو 6 آلاف شخص على مغادرة 26 قرية.
وأوضح وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا أن الطلب يشمل إرسال طائرتي إطفاء بسعة خزانات تزيد على 5.5 آلاف ليتر.
وأسفرت الحرائق عن مقتل شخصين، أحدهما في بلدة تريس كانتوس قرب مدريد، والآخر في منطقة ليون شمال غرب البلاد.
فرنسا
في جنوب فرنسا، تبقى حالة التأهب القصوى قائمة لمنع تجدد الحريق الهائل الذي دمر 16 ألف هكتار قبل أيام، كما أُطلقت تنبيهات باللون الأحمر بسبب موجة الحر في الجزء الأوسط الشرقي من البلاد.
إيطاليا
في إيطاليا تحسن الوضع بشكل كبير، حيث تمت السيطرة في غضون خمسة أيام على حرائق على سفوح بركان فيزوف جنوب البلاد.