مسرح جبلة الأثري… آبدة تاريخية جسدت حضارات الأمم التي مرت عليه

اللاذقية – سانا

يمثل مسرح جبلة الأثري بصمة أثرية وآبدة تاريخية ومعلما سياحيا يستحق الزيارة فتاريخ بنائه يعود إلى نهاية القرن الثاني الميلادي وجسد على خشبته أدب وثقافة الأمم التي مرت عليه.

وذكر الاستاذ عبد الله زكريا مدير قلعة صلاح الدين في دائرة آثار اللاذقية لنشرة سانا سياحة ومجتمع أن المسرح يقع في الطرف الشمالي الشرقي من مدينة جبلة ويتألف من ثلاثة طوابق تضم رواقين الرئيسي تنفتح إليه الأقبية الشعاعية المكونة أساسا للطابق الثاني والذي هو بدوره يكون رواقا بأقبية مماثلة تشترك مع الأقبية الأخرى لتكون أساسا لمقاعد المسرح في الطابقين الأول والثاني أما الطابق الثالث المتهدم أكثره بسبب الزلازل فلم يبق منه إلا بضع درجات تحملها اقواس متدرجة من الأسفل إلى الأعلى كحال بقية الأقبية التي تتجه من الشمال إلى الجنوب.

أما المدخل الأساسي للمسرح فإنه حسب زكريا من الجهة الجنوبية ويضم المنصة التي تقع على ارتفاع 140 سم عن صحن المسرح يتخللها غرف الملقنين وهي عبارة عن كبائن تعلوها فتحات لتسمع الممثلين وتذكرهم بأدوارهم أثناء تقديم المسرحيات التي يقدمونها لعشرة آلاف متفرج يجلسون على مقاعدهم في الطوابق الثلاثة.

وأضاف.. إن “المسرح عبارة عن نصف دائرة قطرها 90 مترا وتحمل درجاته أقواسا من الحجارة الرملية “الأقبية الشعاعية” وبما أن درجاته من الحجر الكلسي فهي أقوى تحملا لعوامل المناخ وهي مكشوفة دائما وتقوم بحماية الأحجار الرملية الأقل منها قسوة وبنية وتماسكا”.

وعن أعمال التنقيب والترميم في المسرح أوضح زكريا أن “هذه الأعمال بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي لتكشف جزءا من درجات الطابق الأول حيث كان مغطى بالأتربة وبعض تيجان الأعمدة وهي من الحجر الكلسي والقليل منها رخامي وفي نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن ذاته تم اكتشاف أرضية المسرح والمنصة ولا تزال أعمال التنقيب مستمرة إلى الآن”.

وأضاف.. إن أعمال الترميم بدأت منذ عام 1995 بأعمال تدعيمية لأجزاء من الأقواس قد تهدمت ولا تزال هذه الأعمال مستمرة بشكل تدعيمي حفاظا على هذا الأثر الرائع الذي تركه لنا أجدادنا.

صفاء علي