المهندس خميس يزور عددا من القطاعات الإنتاجية في اللاذقية ويضع حجر الأساس لمنطقة حرفية في القرداحة-فيديو
اللاذقية-سانا
في إطار اهتمام الحكومة بالقطاعات التنموية زار رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس اليوم عددا من المنشآت الإنتاجية والحيوية في محافظة اللاذقية وشارك مع جرحى الجيش العربي السوري في إطلاق حملة تشجير وإعادة تأهيل الغابات المحروقة بريف المحافظة.
وتأتي هذه الجولة ضمن جولات ستشمل عددا من المحافظات بدأها المهندس خميس من محافظة اللاذقية.
وخلال زيارته مبقرة فديو بريف المحافظة وافق المهندس خميس على إقامة معمل لإنتاج الألبان والأجبان فيها بكلفة نحو 700 مليون ليرة وتقديم 264 مليون ليرة لتأهيل المنشأة والتوسع بها داعيا إلى تطوير العمل وزيادة الإنتاج فيها والاهتمام بالنظافة مؤكدا استعداد الحكومة لتلبية متطلبات تطوير العمل بما فيها تأمين العمالة بعد اخضاعها للتدريب والاختبارات اللازمة في حين لفت المعنيون بعمل المبقرة إلى خططهم في مجال استيراد أبقار عالية الإنتاج وإنتاج بكاكير بمواصفات عالية والتوسع بالمنشأة.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمنشأة 1100 دونم مستثمر منها في زراعة الأعلاف نحو 430 دونما وتحوي 670 رأسا من الأبقار منها 301 حلابة تنتج نحو 3.5 أطنان من الحليب يوميا.
ووضع رئيس مجلس الوزراء حجر الأساس لإقامة منطقة حرفية بمدينة القرداحة بتكلفة 500 مليون ليرة سورية مع بدء العمل فيها مباشرة وتمتد على مساحة 30 دونما وتتسع لـ 129 مقسما بمختلف المساحات ومعصرتي زيتون ومحطة معالجة مياه وغيرها من الخدمات الأساسية.
واطلع رئيس مجلس الوزراء على إحدى منشآت توضيب وفرز الحمضيات التابعة للقطاع الخاص وآلية العمل فيها وأكد ضرورة التوسع في إنشاء مراكز توضيب حديثة تستطيع أن تستوعب الجزء الأكبر من إنتاج الساحل من الحمضيات لتوضيبها وإعدادها للتصدير.
كما اطلع على آلية العمل في تجمع مراكز الهنادي لإنتاج غراس الاشجار المثمرة والحراجية واستمع من المهندسين العاملين في التجمع إلى شرح حول أنواع الغراس المنتجة فيه ومراحل إنتاجها وأصنافها والطرائق الجديدة في إدخال أصناف جديدة كالصبار الأملس الذي يستخدم في الأعلاف إلى جانب إنتاج حمضيات تتناسب مع المتطلبات التصديرية ومقاومة للأمراض المعروفة في المنطقة الساحلية وتوزيعها على المزارعين.
وتبلغ مساحة التجمع الإجمالية نحو 800 دونم وينتج سنويا نحو 1.1 مليون غرسة متنوعة بين حمضيات وزيتون وغراس حراجية.
واستمع المهندس خميس من المعنيين في هذه المنشآت إلى احتياجاتها والخطط الموضوعة لتطوير العمل فيها ومطالب العمال التي تركزت حول تثبيت العقود وتأمين وسائط نقل ورفع الأجور مؤكدا حرص الحكومة على تلبية متطلبات العمل والعمال واهتمامها بالقطاعات التنموية والتركيز على تنفيذها وفق الاولويات لتنمية مختلف المناطق ورفع المستوى المعيشي.
وشدد على ضرورة العمل لزيادة الانتاج ووضع أطر زمنية للتنفيذ منوها في الوقت نفسه بجهود العمال المتواصلة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها سورية نتيجة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها وما يرافقها من حصار جائر الأمر الذى عزز من مقومات صمود الدولة وقدرتها على تحقيق الانتصار.
وشارك رئيس مجلس الوزراء ووزراء الداخلية والإدارة المحلية والبيئة والزراعة والإصلاح الزراعي والسياحة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك ومحافظ اللاذقية وامين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي فيها مع جرحى الجيش العربي السوري في إطلاق حملة تشجير وإعادة تأهيل الغابات المحروقة بريف المحافظة التي بدأت من جبل العربن بمنطقة القرداحة.
وأكد المهندس خميس أن المشاركة إلى جانب جرحى الجيش الذين “ضحوا بأجزاء من أجسامهم لتبقى سورية” في هذه الحملة تدل على إرادة الحياة لدى جميع السوريين ورغبتهم ببناء مستقبل أفضل لسورية حيث أن السوريين عازمون على إعادة بناء ما دمرته التنظيمات الإرهابية بينما عبر الجرحى عن فخرهم بالتضحيات التي قدموها للدفاع عن سورية معتبرين أن دورهم في زراعة الأرض المتضررة بالحرائق يكمل دورهم على الجبهات في مواجهة الإرهاب.
والتقى رئيس مجلس الوزراء أعضاء مجلس مدينة القرداحة ورؤساء البلديات التابعة لها وعددا من الأهالي في قاعة مجلس المدينة وتركزت مطالبهم على تقديم الدعم لتسويق الحمضيات والتعويض على المزارعين المتضررين من الحرائق الأخيرة وإعادة تحديد وتحرير الأراضي الزراعية وزيادة عدد السدات المائية والتوسع بزراعة الغابات المنتجة والابتعاد عن زراعة الصنوبريات.
كما طالبوا بإقامة محطة صرف صحي والسماح بزيادة المساحات المزروعة بالتبغ ودعم منظومة الدفاع المدني والاطفاء والثروة الحيوانية وإعادة تأهيل المركز الثقافي واستكمال مشاريع الضواحي السكنية وإنشاء فرع للبنك العقاري إلى جانب مطالب لتحسين الخدمات المقدمة من البلديات.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تعمل على وضع آلية عمل تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات انطلاقا من متطلبات المواطنين وتطلعاتهم مشيرا إلى ضرورة الاعتماد على الذات والاستفادة من كل الإمكانات المتاحة وعدم الارتكان إلى ظروف الأزمة.
ولفت المهندس خميس إلى أن تطوير العملية التنموية في مدينة القرداحة وغيرها من مدن المحافظة يمكننا من الوصول إلى رؤية تنموية شاملة في المحافظة وقال: “نحن مدينون للشهداء الذي قدمتهم محافظة اللاذقية ومنهم شهداء القرداحة ولذويهم الذين لا يسعني التعويض عن تضحياتهم.. وما نقدمه في الجوانب التنموية لا يمثل إلا جزءا رمزيا يسهم في تحسين الواقع المعيشي وفق آلية زمنية محددة لتحقيق الغاية المطلوبة منه”.
وفي إطار رد الوزراء على مطالب المواطنين أوضح وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري أن الحكومة وفرت ما قيمته “15 مليون دولار لاستيراد الأعلاف” حيث ستعمل الوزارة على فتح دورات علفية أكثر خلال العام القادم لافتا إلى أن خطة الوزارة في مجال تشجير الغابات “تتضمن الانتقال تدريجيا من الصنوبريات إلى الأشجار المنتجة كالكستنا والغار والخرنوب بنسبة 50 بالمئة” مبينا أنه عند الانتهاء من حصر الأضرار الناجمة عن الحرائق “ستعمل الوزارة على دراسة آلية وإمكانية التعويض على المتضررين”.
بدوره أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف ضرورة إعادة النظر بالاستثمارات البلدية والبحث عن أفق جديدة بالقضايا التنموية مشيرا إلى استجابة الحكومة الفورية لمطالب أهالي المنطقة في إحداث منطقة حرفية ومركز خدمات للمواطنين.
من جهته أبدى وزير السياحة المهندس بشر اليازجي استعداد الوزارة للتعاون مع الأهالي والبلديات في مجال الاستثمار السياحي ودعمهم لخلق مشاريع سياحية بالاستفادة من المقومات المتوافرة سياحيا في المحافظة.
حضر الاجتماع وزيرا الداخلية اللواء محمد الشعار والتجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي ومحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم وامين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور محمد شريتح وعدد من أعضاء مجلس الشعب عن المحافظة ومديرو عدد من الجهات والمؤسسات العامة.
وفي ختام جولته بريف القرداحة التقى المهندس خميس عددا من أسر الشهداء وذويهم في مطعم الريم بريف القرداحة وتناول معهم الغداء واستمع منهم إلى أوضاعهم ومطالبهم حيث أكد أن الدولة تولي الاهتمام بجميع متطلبات أسر الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون لحماية سورية وصون وحدتها.. وقال: “أتينا لنستمد منكم القوة والصمود وتضحيات الشهداء ستبقى نقطة مضيئة في تاريخ سورية ومستقبلها حيث أنها السبب في صنع ملامح الانتصار الذي بات قريبا”.
حضر مأدبة الغداء مع أسر الشهداء وزراء الداخلية والإدارة المحلية والبيئة والزراعة والإصلاح الزراعي والسياحة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والتعليم العالي ومحافظ اللاذقية وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي.
وفي تصريح للصحفيين خلال الجولة أشار الوزير القادري إلى أن الوزارة تحرص على زيادة الرقعة الخضراء وتعمل على وضع مشروع قانون حراجي جديد يتضمن “تشديدا بالعقوبات للمخالفين وافراد فصل خاص حول العلاقة بين السكان والغابة لجهة الحماية والرعاية والاستفادة من مخلفاتها” مبينا أن الوزارة ستركز في خطتها على تحريج كامل المساحات المحروقة في اللاذقية وغيرها من المحافظات.
وأوضح أن الوزارة لديها رؤية لتطوير مشاتل إنتاج الغراس المثمرة والحراجية كما ونوعا وتوزيعها على الفلاحين وإدخال نوعيات جديدة كالصبار العلفي الأملس ليكون أحد المصادر العلفية الإضافية إلى جانب تطوير العمل في مؤسسة الأبقار واستيراد بكاكير عالية الإنتاج وتوزيعها على الفلاحين.
بدوره لفت الوزير مخلوف إلى أن إقامة منطقة حرفية بمدينة القرداحة تأتي في إطار اهتمام الحكومة بالمشاريع التنموية ومجالس الوحدات الإدارية حيث ستسهم هذه المنطقة الحرفية في توفير فرص العمل ولا سيما لأسر الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري وتحسين الواقع الخدمي في المدينة.
وفي مدينة اللاذقية زار رئيس مجلس الوزراء مساء اليوم جرحى الجيش العربي السوري في مشفى تشرين الجامعي واطمأن على صحتهم والخدمات العلاجية والصحية المقدمة لهم مثمنا تضحياتهم ومجددا تأكيده أن سورية تمضي نحو تحقيق الانتصار بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري.
وافتتح المهندس خميس الوحدة السكنية الطلابية رقم 19 في المدينة الجامعية لجامعة تشرين التي بلغت تكلفتها نحو 800 مليون ليرة سورية وتتألف من 6 طوابق وقبو وتتسع لـ 612 طالبا.
واطلع على متابعة أعمال البناء في مشروع كلية طب الأسنان الذي تبلغ قيمته العقدية نحو 195 مليون ليرة سورية ومشروع إكمالات مجمع كلية طب الأسنان البالغة قيمته نحو 268 مليونا ويتألف من خمسة طوابق تضم القسم التعليمي والعيادات والمخابر والقسم الإداري إضافة إلى قسم لعناصر الخدمة.