حمص-سانا
نظّمتْ مطرانية السريان الكاثوليك في محافظة حمص أمس، ندوةً تكريميّةً للأب باولو دالوليو، بمناسبة مرور 12 عاماً على اختفائه، بدعوة من رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران مار يوليان يعقوب مراد، وبالشراكة مع الرهبانية اليسوعية في حمص، وجماعة الخليل الرهبانية في دير مار موسى الحبشي.

وجاءت الندوة تكريماً لحياة الأب باولو ومسيرته الفكرية والإنسانية، التي كرّسها من أجل تعزيز الحوار بين السوريين مسلمين ومسيحيين، وتجسيداً لإيمانه العميق بقدرة اللقاء على افتداء الإنسان والوطن.
وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات في تصريح لمراسلة سانا، أن الأب باولو علّم السوريين كيف يتحاورون رغم اختلافاتهم الدينية، وغرس فيهم الإيمان بوحدة المصير وخدمة الوطن في إطار دولة القانون والعدالة والوقوف إلى جانب المظلوم، مشيرة إلى دور مدينة حمص في ترسيخ السلم الأهلي والتعايش بين جميع مكوناتها.
بدوره، أشار المطران مار يوليان يعقوب مراد، الى أن هذه الندوة تشكّل محطة وفاء لرجل نذر حياته لسوريا وشعبها، وآمن بأن الخلاص لا يكون إلا من خلال الحوار الصادق والمحبة العميقة بين جميع أبناء الوطن، مبيناً أن فكر الأب باولو لا يزال حيًّا، ورسالة الحوار التي حملها لا تزال حاضرةً وملهمةً في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى التلاقي والعمل المشترك من أجل سلام دائم وعدالة شاملة.
وطالب المطران مراد، باستمرار العمل لمعرفة مصير الأب باولو، وضرورة الوصول إلى الحقيقة.
من جانبهم، تطرق كل من الأب مراد أبو سيف اليسوعي الممثل الإقليمي للرهبانية اليسوعية في سوريا، والأب جهاد يوسف رئيس دير مار موسى الحبشي، والأخت كارول عيد الدكتورة في الدراسات الإسلامية، إلى فكر الأب باولو وشهادته التي ختمها بتقديم حياته حباً بسوريا وشعبها.
حضر الندوة محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى، والمطران جهاد بطاح راعي أبرشية دمشق للسريان الكاثوليك، والمطران مار تيموثاوس متى الخوري راعي أبرشية حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس، والشيخ عبد الله إسماعيل ممثل وزير الأوقاف، إلى جانب كهنة ورهبان وراهبات، ومرجعيات سياسية واجتماعية وحشد من المهتمين.