دمشق-سانا
تحت شعار “نحو مستقبل رقمي بصناعة إبداعية سوريّة”، احتضنت دار الأوبرا بدمشق اليوم، ملتقى الإبداع الرقمي الأول برعاية الأكاديمية السورية للتدريب والاستشارات في وزارة الإعلام.
وناقش الملتقى أهمية الابتكار الرقمي في تطوير العمل الإعلامي، وتعزيز قدرات الكوادر بما يواكب تطورات العصر الرقمي والمعرفي.
وأكد وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى في كلمته أن الملتقى هو اللبنة الأساسية الأولى في مسار طويل، لأن ما خلفه النظام البائد فيما يتعلق بالتخلف الرقمي كبير، وقال: “نتعهد في وزارة الإعلام بأن نكون سنداً وراعياً لكل المبادرات الرقمية”.
ولفت الوزير المصطفى إلى أن النظام البائد قام خلال الثورة السورية عام 2011 بإغلاق كل الساحات التي تؤدي للمظاهرات، وخاصةً أيام الجمعة العظيمة، فعندما أُغلقت الساحات بحث السوريون عن مجالٍ عام يتفاعلون فيه، ويصنعون قيمهم ورموزهم ويسمون جمعهم، ويرفعون شعاراتهم، فكان التحول الرقمي تحولاً مساعداً أدى لتواصل واتصال ما بين الجغرافيا السورية بشكلٍ كبير، واستمرارية الثورة التي اخُتتمت بنصر 8 كانون الأول 2024.
وفي تغريدة على منصة إكس قال وزير الإعلام: “تشرفت بحضور منتدى الإبداع الرقمي الأول الذي نظمته الأكاديمية السورية للتدريب والاستشارات في وزارة الإعلام تماشياً مع نهجها بالاستثمار في التحول الرقمي والابتكار والذكاء الصناعي التوليدي في قطاعات الإعلام المختلفة”.
وأضاف الدكتور المصطفى: “كان المنتدى مناسبة لاستكشاف الطاقات والمبادرات السورية المختلفة وخاصة لدى جيل الشباب، والتعرف أيضاً على الفاعلين والشركات الرائدة في هذا المجال للاستفادة منها وتوظيفها في مسار بناء سوريا الجديدة”.
من جانبه قال وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السيد عبد السلام هيكل: إننا نسعى بشكل سريع ومستمر للتعويض عن الفترة التي مرت بها سوريا خلال 14 سنة، والتي قفز فيها العالم قفزات كبيرة بالتكنولوجيا، بينما كانت فيها سوريا متوقفة إلا في أمر واحد وهو قدرة أهلها وشبابها، والأفراد السوريين حول العالم الذين اليوم يرفعون البلد إلى مصاف جديدة.
ولفت هيكل إلى وجود مشروع في الوزارة بأن يكون لدينا واحدة من أكثر بنى الإنترنت والتواصل تقدماً في العالم، فمسؤوليتنا جميعاً مسؤولية كبيرة لأننا في مرحلة تأسيس البلاد على مفاهيم وقيم جديدة، وخاصةً أن سوريا لديها ميزات وثروات كبيرة أهمها القدرة البشرية والجغرافية.
بدوره قال مدير العلاقات العامة في الأكاديمية عُبادة مقداد، إن الأكاديمية تقدم الدعم والمساعدة في بناء جيل جديد من القادة والمختصين، فهي منظومة متكاملة في بناء مجتمع قوي ومهني قادر على مواجهة تحديات العصر.
وأشارت مصممة ومدربة الغرافيك بالأكاديمية إيمان شبيب إلى أن ملتقى الإبداع الرقمي تجمع لفئات الشباب المبدع، وجاء لتسليط الضوء على هذه الفئة التي تمتلك كفاءات عالية جداً، وقادرة على بناء سوريا الجديدة، لافتةً إلى أن الحضور اليوم ثلاث فئات هي الحكومة الداعمة، والفري لانسر “العامل الحر” الذي يمتلك طاقات كبيرة وينتظر الفرصة لأخذ المكان الذي يستحقه، والفئة الثالثة هي الشركات بمختلف أحجامها.
فيما رأى المصمم نور حمصي أن ظهور المشاريع والأفكار الخلّاقة بعد التحرير يدل على أن الشباب السوري لا ينقصه الإبداع ولا الحماس ولا الطموح، بل كان ينقصه الخروج من السجن الذي كنا فيه جميعاً، منوهاً بدور الحكومة بدعم الشباب وإعطائهم الفرصة للمشاركة بالبناء.
وخلال الجلسة الحوارية المفتوحة التي أعقبت الكلمات، تم طرح عدد من القضايا المتعلقة بهذا الشأن كالمهارات الشخصية الضرورية، والتسهيلات المقدمة للشركات مستقبلاً لتكون قادرة على دخول السوق السورية مجدداً، ومكافحة الجرائم الالكترونية والابتزاز الرقمي، وحماية حقوق المؤلف، والتسويق الرقمي، وعودة الشركات السورية إلى البلد، وضرورة وجود جسم تنظيمي يجمع أصحاب التجارب الرقمية.