دمشق-سانا
في ظل التحديات البيئية المتسارعة، بات إشراك المجتمع المحلي والمؤسسات غير الحكومية المعنية بالبيئة ضرورة ملحة لضمان استدامة الحلول البيئية، وفي هذا الصدد تجسد مؤسسة مناخنا غير الربحية هذا التوجه من خلال نهجها التشاركي الذي يجمع بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، مع تركيز خاص على فئة الشباب والأطفال، لبناء مستقبل بيئي مستدام في سوريا.
المشاركة المجتمعية: حجر الزاوية في الحلول البيئية المستدامة
تؤكد المؤسسة أن الحلول البيئية لا تتحقق إلا بمشاركة فعلية من المواطن، الذي يشكل حجر الأساس في المعادلة البيئية، سواء عبر ممارساته اليومية أو من خلال انخراطه في المبادرات المجتمعية، هذه المشاركة لا تعزز فقط الشعور بالمسؤولية، بل تسهم في ترسيخ ثقافة بيئية عميقة، تنتقل من جيل إلى آخر، وتؤسس لوعي جماعي قادر على حماية الطبيعة وصون مواردها.
مناخنا: شراكات أكاديمية وتأثير متنام نحو التغيير
تجمع مناخنا بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، مع تركيز خاص على الشباب والأطفال، من خلال بناء شراكات أكاديمية فعالة، حيث تسعى المؤسسة لتوسيع نطاق عملها وتعميق تأثيرها، بما يسهم في تحقيق أهدافها البيئية على مختلف المستويات، ويعزز من قدرتها على إحداث تغيير حقيقي ومستدام في الوعي والممارسة.
محمد سمير طحان: الشباب عماد الحركة البيئية في سوريا
أكد أمين سر مجلس أمناء المؤسسة محمد سمير طحان لسانا، أن حماية البيئة مسؤولية الجميع، وتتطلب تضافر الجهود ليكون العمل البيئي نشاطاً جماعياً نابضاً بالحياة، مشيراً إلى الدور المهم والفاعل للشباب في مستقبل العمل البيئي، وضرورة تمكينهم من الأدوات والمهارات اللازمة للعمل البيئي المستدام، من خلال تدريبهم وتهيئتهم ليكونوا فريقاً شبابياً بيئياً ريادياً متمكناً، وعماد الحركة البيئية في سوريا مستقبلاً.
رفع الوعي البيئي.. والتركيز على العنصر البشري كمورد مستدام
تهدف المؤسسة بحسب طحان إلى رفع الوعي البيئي والمناخي لدى جميع شرائح المجتمع، وخاصة الشباب والأطفال، من خلال حملات توعية ومبادراتٍ تعليمية، فالعنصر البشري هو أهم مورد مستدام يمكن أن يؤثر إيجاباً على البيئة ويغير الواقع.
مشاريع عملية ورؤية مستقبلية للتنمية الخضراء
وتعمل المؤسسة وفق طحان على مشاريع عملية مثل الزراعة الحضرية التي تعزز الأمن الغذائي وتمكن الأسر بشكل مستدام، وخصوصاً في المناطق الحضرية المتأثرة بالتغيرات المناخية، وعلى المدى البعيد تسعى المؤسسة لبناء منظومة بيئية متكاملة ومستدامة عبر التعاون مع المؤسسات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية والأكاديميين، لصياغة سياسات بيئية متطورة تتماشى مع النموذج التنموي الأخضر.
دمشق تحتفي بالبيئة.. ونادي “البيئيين الصغار” يغرس القيم
وأشار طحان إلى أنه بالتعاون مع مديرية البيئة في محافظة دمشق، نجحت المؤسسة بإدخال العاصمة السورية ضمن قائمة المدن التي تحتفل بيوم البيئة العالمي لعام 2025، كما شاركت في إطلاق نادي “البيئيين الصغار” الصيفي والمجاني للأطفال، بهدف غرس القيم البيئية والمناخية لدى الأجيال الناشئة من خلال ورش عمل وأنشطة ميدانية، وتنظيم حملات تشجير وتوعية مجتمعية تفاعلية مع الشباب والمتطوعين، ما أسهم بتأسيس قاعدة شبابية بيئية ناشطة.
خبرات متنوعة وتكامل لخدمة الأهداف البيئية
تضم مؤسسة مناخنا خبراء في مجالاتٍ متعددة، تشمل مكافحة الحرائق، أنظمة الأمان، القانون، والصناعات الكيميائية والغذائية والإنشائية، إلى جانب الصحافة والإعلام، هذا التنوع المهني يمنح المؤسسة قدرة على فهم التداخلات المعقدة بين البيئة والقطاعات الاقتصادية والقانونية والإعلامية، ويتيح توظيف هذه الخبرات بشكل تكاملي لخدمة أهدافها وتعزيز استدامة تأثيرها.
مسؤوليةٌ جماعيةٌ وواجب وطني نحو الأجيال القادمة
يؤكد طحان أن الجهات الرسمية تلعب دوراً محورياً في دعم السياسات والتشريعات البيئية، بينما يعد المجتمع شريكاً أساسياً من خلال تبني ممارسات يومية مستدامة، ويجسد النموذج التشاركي للمؤسسة مبدأ أن حماية البيئة مسؤوليةٌ جماعية، تتطلب تضافر الجهود وتحويل العمل البيئي إلى نشاط حي نابض بالحياة، مبيناً أن البيئة تمثل حياة ومستقبل سوريا، والحفاظ على الموارد الطبيعية واجب وطني تجاه الأجيال القادمة، يتحقق عبر التوعية والمشاركة الفعالة وتمكين الشباب.
نحو سوريا مستدامة بالتعاون والإرادة الجماعية
وأكد طحان أنه لبناء سوريا مستدامة وصحية قادرة على مواجهة آثار التغير المناخي وتحديات البيئة بعد سنوات من الحرب والدمار، يتطلب الأمر إرادة جماعيةً حقيقية، داعياً إلى العمل المشترك “يداً بيد”، لأن التعاون هو مفتاح النجاح.
نبذة عن مؤسسة مناخنا
تأسست مناخنا في آذار 2025، كمؤسسة غير ربحية مرخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتهدف إلى إحداث تغيير إيجابي ومستدام في المشهد البيئي والمناخي السوري.