دمشق-سانا
نظم رواد أعمال ومهندسون سوريون – أمريكيون من وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات اليوم، مؤتمر “SYNC’25 II” لتعزيز صناعة التكنولوجيا العالمية، وذلك في فندق البوابات السبع بدمشق.
فرصة للتواصل مع نخبة رائدة بصناعة التكنولوجيا العالمية
ويهدف المؤتمر الذي يستمر ليومين، ويحمل شعار “هيا نقود التكنولوجيا” إلى ربط المهنيين السوريين بأحدث التطورات التقنية التي كانت إلى حد كبير غير متاحة في السنوات الأخيرة، ويتيح للشباب المهتمين بالمجال التكنولوجي فرصة التواصل مع نخبة من العقول الرائدة في هذا القطاع، وتعزيز تبادل المعرفة، وتطوير المهارات المهنية، وخلق فرص عمل، والتعاون بين المواهب السورية وكبار الخبراء في قطاع التكنولوجيا حول العالم.
الوزير هيكل: نعمل على بناء الكفاءات الوطنية وتمكين المجتمع رقمياً
وفي كلمة له أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل أن الشباب المشاركين في المؤتمر جاؤوا بشغفهم وعقولهم وخبراتهم ليشاركوا في نهضة سوريا الجديدة، لافتاً إلى انفتاح سوريا على العالم عبر تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، مع وجود إقبال كبير على عرض اتفاقيات وشراكات في القطاع التقني.
وأشار الوزير هيكل إلى أن الوزارة تعمل على بناء الكفاءات الوطنية وتمكين المجتمع رقمياً ليصبح منتجاً، وذلك بالتعاون مع الوزارات المعنية، كما تعمل على تعزيز الصناعات والابتكار وريادة الأعمال للوصول إلى أن تكون المحافظات السورية منصات لانطلاق الشركات الناشئة بهدف تفعيل القدرات والطاقات الشبابية السورية الإبداعية.
مشاريع تقنيات رقمية توضع بالخدمة قريباً
واستعرض الوزير عدداً من المشاريع التي تعمل الوزارة على القيام بها وباشرت بإنجاز بعضها، وسيتم إطلاقها في الوقت القريب، كمشروع “برق” الذي يهدف إلى الحصول على سرعات إنترنت عالية سواء في مكان العمل أو المنزل، وتقدم للمشروع أكثر من 50 شركة.
كما أشار هيكل إلى مشروع “سيلك لينك”، الذي سيوفر بنية تحتية جديدة من الألياف الضوئية الرئيسية العابرة لسوريا، لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي لنقل البيانات والاتصال الدولي، حيث أغلق التقديم على هذا المشروع منذ أسبوع، بعد أن تقدمت كبرى الشركات في المنطقة إليه.
ونوه هيكل بجهود الوزارة في إطلاق تحالف حاضنات ومسرعات الأعمال السورية”SAIA” كشبكة وطنية تهدف إلى توحيد وتكثيف جهود دعم الشركات الناشئة والرياديين في جميع أنحاء سوريا، والشبكة السورية للمستثمرين التي تهدف إلى تحفيز الاستثمار الخاص في الشركات الناشئة السورية.
أعمال ومناقشات المؤتمر
وتركزت مداخلات المشاركين بالمؤتمر حول كيفية انخراط الشباب السوري بسوق العمل التكنولوجي، والتقنيات التي تستخدم في سوريا، وإمكانية العمل على تطويرها من خلال المشاريع الاستثمارية بالشكل الذي يلبي متطلبات البلاد، ويعود بالفائدة على مختلف القطاعات، ودور المرأة في ريادة الأعمال، وتكنولوجيا الصحة، واستخدامات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.
كما تم استعراض مسار أبرز المؤسسين والمستثمرين، والدروس المستفادة من التعامل مع الشركات السورية الناشئة في الأشهر الستة الماضية، وكيفية العمل على بناء شركة ناشئة جاهزة عالمياً في عصر الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تناول أهمية هندسة البرمجيات في الشركات الكبرى، وكيفية الاستفادة من التجارب الخارجية في سوريا، وبناء اقتصاد تكنولوجي، والتحديات التي من الممكن مواجهتها.
إنشاء شبكة تواصل بين الكفاءات السورية وشركات التكنولوجيا العالمية
وفي تصريح لسانا أكد عضو فريق وادي السيليكون المنظم للمؤتمر باسل العجة أن الفكرة الأساسية من المؤتمر إنشاء شبكة تواصل فعالة بين الكفاءات السورية والشركات العاملة في مجال التكنولوجيا، بما يتيح تبادل الخبرات وتحسين الكفاءات الحالية، من جهة مهارات العمل على الكمبيوتر والتكنولوجيا، مع العمل على تأمين فرص عمل للشباب المبدع.
وبين العجة أن عدداً كبيراً من السوريين الذين يعملون في الفريق يعملون في مواقع متقدمة ضمن كبريات الشركات العالمية مثل آبل، ومايكروسوفت، وغوغل، وأمازون، إضافة إلى شركات أخرى في أوروبا والخليج، لافتاً إلى أن تحرير سوريا من النظام البائد فتح المجال لربط الخبرات السورية في الخارج مع الداخل، بما يتيح تنفيذ مشاريع استثمارية تكنولوجية تدعم التنمية الاقتصادية في البلاد.
25 ألف فرصة عمل في مجال تقانة المعلومات
وأوضحت عضو الفريق ميسرة تقي الدين لمراسل سانا أن رسالة الفريق تتمثل في العمل على توفير “25” ألف فرصة عمل للسوريين داخل سوريا في مجال تقانة المعلومات خلال السنوات الخمس القادمة، لافتة إلى أن بعض الشركات المشاركة في المؤتمر أعلنت استعدادها لتأمين مئات الوظائف مباشرة، إذ ستوفر إحدى الشركات 500 فرصة عمل، بينما ستوفر أخرى نحو 400 فرصة.
البحث عن المواهب والكفاءات
ولفتت عضو الفريق ماسا خير في تصريح مماثل إلى أن المؤتمر فرصة للبحث عن المواهب لإتاحة الفرص أمامها للمنافسة والانخراط في سوق العمل الدولي، والعمل جارٍ بخطوات ثابتة لتحقيق هذا الهدف، مشيرة إلى أن انقطاع البلاد لفترات طويلة عن العالم حدَّ من قدرة الشباب السوري، على التواصل مع الشركات الخارجية وإبراز كفاءتهم.
حضر المؤتمر الذي يختتم غداً وزراء المالية والتربية والتعليم والصحة والثقافة، وعدد من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين في مجال التكنولوجيا والاتصالات، ورجال أعمال سوريين وعرب وأجانب، ومن أصحاب وممثلي الشركات الناشئة ورواد الأعمال، وفعاليات شبابية وإعلامية.