دمشق-سانا
تصنف رواية “الطوشة.. قصة ماري وعائشة” للدكتور نزار أباظة ضمن الأدب التاريخي، إذ يسعى المؤلف من خلالها إلى تأكيد أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف بين أبناء المجتمع السوري، وضرورة حمايته من الفتن، حيث صيغت بأسلوب أدبي مؤثر لامس مشاعر القارئ، وأثار تساؤلات عميقة حول العدالة والكرامة الإنسانية.
أحداث حقيقية من 165 عاماً
تحكي الرواية الصادرة عن دار الفكر وتقع في 276 صفحة من القطع المتوسط، قصة شاب يدعى سعيد، وفتاة اسمها ماري، من ديانتين مختلفتين، نشأت بينهما قصة حب في بيئة شعبية في حيي القيمرية والعازرية، على هامش ما جرى في أحداث 1860، التي ألمت بلبنان ودمشق.
وتعكس الرواية في سرد حيوي لوحة فريدة من التنوع والتآلف، من خلال الطقوس الدينية والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال، إلى الحرف اليدوية والتجارة القديمة، التي تبين وحدة النسيج الاجتماعي، وتلاصق بيوت المسلمين والمسيحيين بشكل عفوي، وانتشار التجارة والأمن والتسامح والاحترام المتبادل.
وقدم المؤلف بأسلوب فني وإنساني تصويراً أدبياً لما جرى عام 1860، وكيف انقلب المجتمع الدمشقي الهادئ الوادع وقتها إلى جو مشحون بالكراهية، مع افتقاد الأمن وزعزعة الاقتصاد، جراء تدخل جهات خارجية للشحن والتحريض.
الماضي درس للحاضر
جاءت الرواية بشخصياتها التي تجمع بين الكرامة، والعادات، والتقاليد، والفقر، والكبرياء، والحنكة، والذكاء، والتكيف مع الظروف الصعبة، وخاصة في الأزمة الروحية التي عانى منها المجتمع الدمشقي وقتها، لتؤكد أن الحكمة سلاح في مواجهة الظلم، وتدعو إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة والتروي، وعدم الانجرار وراء محاولات إثارة الفتنة.
كما تحث على الابتعاد عن ثقافة الانتقام، وخاصة في ظل التحديات التي تواجهها سوريا اليوم، بعد ستين عاماً من الحكم الاستبدادي.
لمحة عن الكاتب:
الدكتور نزار أباظة مواليد 1946، روائي وباحث، حاصل على إجازتين في اللغتين العربية والفرنسية من جامعة دمشق، وعلى دكتوراه في اللغة العربية من أكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية، عمل مستشاراً لدى دار الفكر، ومديراً لإدارة النشر فيه، وصدرت له سلسلتا “نحن والعربية” و”رسول الإنسانية”، وسبع روايات منها: مقهى بلا رواد، والقادمون من الآفاق، إضافة إلى خمس مجموعات قصصية منها: عينان، وفوهة بندقية.