دمشق-سانا
نظمت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث ونقابة المهندسين السوريين اليوم، ورشة عمل بعنوان “حرائق الغابات في الساحل السوري”، بهدف مناقشة أسباب هذه الحرائق، وكيفية الحد من تكرارها والتعامل معها، ووضع إستراتيجيات وطنية لحماية الواقع البيئي.
تقييم الواقع ووضع إستراتيجيات التعافي

وتناولت الورشة التي أقيمت في مبنى فرع دمشق لنقابة المهندسين، الوضع الراهن للمناطق المتضررة بالحرائق في المنطقة الساحلية، والآثار البيئية المتوقعة، والإجراءات اللازمة لإعادة تأهيل هذه المناطق، والمطلوب لتجنب حصول الحرائق مستقبلاً، إضافة إلى التعافي البيئي للغابات المحترقة.
وأوضح رئيس لجنة البيئة المركزية في نقابة المهندسين السوريين الدكتور يحيى عويضة، المنهجية المقترحة لتعافي الغابات المحترقة، مبيناً أن التعافي البيئي يتطلب وقتاً وجهداً جماعياً من الجهات المعنية لإصلاح واستعادة الموارد الطبيعية، مؤكداً ضرورة إشراك المجتمعات المحلية في الحفاظ على الغطاء النباتي، وتنفيذ برامج للمراقبة والحماية، وتقييم الأضرار والاستجابة الفورية.
بدوره، أشار المتخصص في هندسة البيئة والأستاذ في جامعة اليرموك الخاصة الدكتور محمد بشار المفتي، إلى أهمية الاستجابة الفورية والتقييم الأولي التفصيلي للأضرار الناتجة عن الحرائق، بما يضمن تنفيذ المعالجات اللازمة وتقليل الآثار الإضافية، مع التأكيد على التقييم المستمر لمواجهة تحديات التعافي، مثل البنية التحتية الضعيفة.
الحفاظ على التنوع الحيوي
الاستشاري في البيئة الدكتور المهندس خلدون الدندشي، أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً على إكثار النباتات المهددة بالانقراض، من خلال إنشاء مرافق لحفظ المادة الوراثية، ومشاتل حراجية متخصصة، وتحديد حقول أمهات بذرية وفق معايير دقيقة، مع ترقيم الأشجار لحماية الأنواع الحراجية الناجية من الحريق، كالصنوبر المهدد وراثياً، والبلوط الرومي، والدردار السوري.
تعزيز التعاون وابتكار حلول استباقية
وفي تصريح لمراسلة سانا، أكد معاون وزير الطوارئ وإدارة الكوارث الدكتور حسام حلاق، أن الغاية من هذه الورشة، تعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة والمعنية لمناقشة الاستجابة للحرائق، ووضع إستراتيجيات للتعامل مع مثيلاتها مستقبلاً، مع تطوير آليات تراعي الظروف الحالية والصعوبات، وأشار الى أن الوزارة تتطلع للتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية والنقابية لتطوير منظومات إنذار مبكر قادرة على الاستجابة الفعّالة للحرائق، وشدد على أهمية المسؤولية المجتمعية في حماية غاباتنا.
لجنة أكاديمية وتقرير تخصصي
بدوره، ذكر نقيب المهندسين السوريين المهندس مالك حاج علي أن نقابة المهندسين شكلت لجنة أكاديمية تخصصية بعد اندلاع حرائق الساحل، ضمّت متخصصين في البيئة، وقامت بجولات ميدانية بالتنسيق مع محافظة اللاذقية ووزارة الطوارئ، وقدّمت تقريراً أكاديمياً نوعياً عن أسباب الحريق والرؤى المستقبلية لمعالجة الأضرار.
التوصيات
وفي ختام الورشة أوصى المشاركون بضرورة:
– تفعيل أبراج مراقبة مزوّدة بكاميرات حرارية للكشف المبكر عن الدخان أو الحرارة.
-استخدام الطائرات المسيّرة والأقمار الصناعية لرصد الحرائق في مراحلها الأولية.
-تفعيل الشرطة الحراجية من عناصر محلية.
-تأهيل فرق إطفاء برية وجوية مدربة ومجهزة.
-ضمان التنسيق الكامل بين جميع الجهات المتخصصة لمكافحة الحرائق.