ريف دمشق-سانا
يواصل الدمشقيون تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، وعلى رأسها طقس “السيران الدمشقي”، فبعد سنوات من التدمير الممنهج للمنشآت السياحية على يد النظام البائد، يعود السوريون اليوم إلى أحضان الطبيعة الخلابة في منطقة وادي بردى بريف دمشق، ليستعيدوا قسطاً من الراحة والبهجة، ويستمتعوا بجمال الطبيعة الساحرة.
ويمثل “السيران الدمشقي” أكثر من مجرد نزهة عائلية، فهو طقس يعمق الألفة والمحبة بين أفراد العائلة، إذ تبدأ الاستعدادات للرحلة منذ ساعات الصباح الباكر، حيث يقوم أفراد العائلة بتحضير كافة متطلباتها من طعام وشراب وفاكهة وألعاب أطفال، هذه الطقوس التي اعتاد عليها الدمشقيون منذ زمن طويل تعيد لهم ذكرياتهم الجميلة، وتشعرهم بالراحة بعيداً عن روتين الحياة اليومية.
وادي بردى يستقطب الزوار بمنتزهاته الشعبية
يُعد وادي بردى بريف دمشق الغربي وجهةً مفضلةً للسوريين، خاصةً بعد عودة الأمن والأمان، حيث يقصدون منتزهاته الشعبية، مثل منتزه “أبو يوسف الترك” الذي يعتبر أقدم منتزه في أشرفية الوادي.
سانا التقت أسامة الترك صاحب المنتزه الذي أشار إلى أنهم يستقبلون الزوار في جميع أيام الأسبوع خاصةً يوم الجمعة، ويقدمون لهم كل ما يلزمهم لقضاء أمتع الأوقات في أحضان الطبيعة بأسعار مدروسة.
شهادات من القلب عن العودة إلى الوطن وأحضان الطبيعة
يعبر الجد محمد رفيق الزيبق من منطقة المزة بدمشق عن سعادته بالعودة لزيارة وادي بردى برفقة عائلته قائلاً: “هذا المكان الذي اعتدت عليه منذ أكثر من ثلاثين عاماً، انقطعت عنه خلال السنوات الماضية، لكن اليوم أعود لزيارته مع العائلة لنستمتع بقضاء أوقات سعيدة”.
وتضيف السيدة ثناء الأحمد: “أجواء التحضيرات تعمق الألفة والمحبة بين أفراد العائلة، أدعو المغتربين إلى زيارة وطنهم والاستمتاع بجمال الطبيعة الساحرة”.
أما هدى المطلق التي عادت إلى سوريا بعد التحرير للاحتفال مع عائلتها بعد انقطاعٍ دام لعشر سنوات أجبرت فيها على مغادرة بلدها برفقة زوجها هرباً من النظام البائد، فقد اختارت زيارة المنتزهات الشعبية في أول زيارة لها.
وتشير الشابة هالة المطلق التي عادت من العراق لتجتمع مع عائلتها في نزهة عائلية بوادي بردى، إلى جمال الماء والهواء والطبيعة الساحرة.
ويؤكد الزائر أبو يزن الذي يزور منتزه الترك برفقة أصدقائه للشعور بالراحة بعيداً عن ضغوطات العمل، أن الرحلات العائلية ازدادت بعد التحرير باتجاه وادي بردى، وأن هذه زيارته الأولى للمنطقة بعد حرمان دام أكثر من 14 عاماً.