بصرى الشام تواجه تحديات كبيرة لإعادة إعمارها وحماية آثارها

درعا-سانا

تواجه مدينة بصرى الشام في محافظة درعا تحديات كبيرة في طريق إعادة إعمارها، واستعادة مكانتها كمركز حضاري وسياحي، في ظل حاجة ماسة إلى دعم محلي ودولي لإنقاذ تراثها الإنساني، وإعادة الحياة إليها، بعد الدمار الهائل الذي تعرضت له، جراء جرائم النظام البائد التي طالت البشر والحجر.

استهداف واسع بمختلف أنواع الأسلحة، من طائرات وبراميل متفجرة وراجمات وصواريخ وقذائف هاون، طال المدينة في محاولة لتغيير هويتها الديمغرافية، ومع ذلك صمد أبناؤها بصلابة، وحالوا دون تحقيق تلك المخططات التدميرية التي سعى إليها النظام المجرم.

نقص الخدمات ودمار الأبنية يعيق عودة أهالي بصرى

أوضح رئيس مجلس المدينة، سليمان الشحمة لـ سانا أن عدد سكان المدينة بلغ وفقاً لآخر إحصائية نحو 30 ألف نسمة يعيشون في ستة أحياء سكنية ، مؤكداً أن الدمار طال أكثر من 30 بالمئة من أبنية المدينة، بينما يحتاج أكثر من نصف الأبنية المتبقية إلى ترميم وإعادة تأهيل شامل.

ووصف الشحمة عودة المهجرين إلى المدينة بالخجولة، بسبب نقص الخدمات الأساسية والصعوبات التي تواجه إعادة الإعمار فيها، إضافة إلى أن البيوت الجاهزة للسكن أصبحت نادرة.

من جانبه، لفت عضو مجلس نقابة مهندسي درعا، إبراهيم محسن المقداد، إلى الترابط بين عودة المهجرين وإعادة الإعمار، وتأمين الخدمات الأساسية، وضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، التي فرضت بسبب النظام البائد، حيث يساعد رفعها على عودة الاستثمارات، ما يتطلب أيضاً وجود قوانين استثمار جديدة ومشجعة لجذب رؤوس الأموال.

تراث بصرى الشام الأثري تعرض لتخريب ممنهج

وفيما يتعلق بالآثار، تحدث رئيس دائرة آثار بصرى الشام علاء الصلاح عن حجم الأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية بمدينة بصرى التاريخية، بما في ذلك التخريب الممنهج والسرقات والنهب من قبل أزلام النظام البائد، كما تعرض بعضها للقصف المباشر، مثل البرج العاشر في القلعة والتعدي على الجامع العمري، ومسجد مبرك الناقة.

وأكد الصلاح أن المدينة تضم أكثر من 45 موقعاً مسجلًا على لائحة التراث العالمي، ما يجعلها قبلة للسياحة الداخلية والخارجية، ودعا المنظمات الدولية المعنية بالتراث والآثار إلى القيام بدورها في رعاية وإعادة ترميم هذه الآثار التي تعد كنوزاً عالمية.

يشار إلى أن بصرى الشام مدينة أثرية تبعد 40 كم عن مركز مدينة درعا، وحوالي 140 كم عن دمشق، ويُعد المدرج الروماني أبرز المعالم الأثرية فيها، وهي مسجلة على لائحة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” منذ عام 1969.