دمشق-سانا
شكّل اعتماد صنفي القمح الجديدين “بحوث 13” و”شام 13″خطوة متقدمة في دعم القطاع الزراعي السوري، عبر إدخال أصناف تحقق إنتاجية عالية،
وتستطيع التأقلم مع الظروف المناخية وتلبية احتياجات الفلاحين والمواسم الزراعية.
أصناف مقاومة وملائمة للزراعة المروية
باحثون زراعيون أكدوا لمراسل سانا أن التجارب الجارية على السلالات الجديدة للأصناف والسلالات المعتمدة للقمح السوري بشقيه الطري والقاسي تفضي إلى نتائج عملية مهمة، تسهم في نهضة القطاع الزراعي، والارتقاء بواقع المحاصيل للوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي.
وأوضحوا أن الصنفين الجديدين مخصصان للزراعة المروية في عدة محافظات، ويتميزان بقدرات عالية على تحمل الإجهادات البيئية والمرضية، ضمن خطة لإنتاج أصناف متأقلمة مع التغيرات المناخية.
وأشار الباحثون إلى أنه سيتم تزويد المؤسسة العامة لإكثار البذار قريباً بهذين الصنفين، لتعمل على مكاثرتهما وفق الآليات المتبعة، وصولاً إلى إنتاج بذار محسنة تتم غربلتها وتعقيمها وتوزيعها على الفلاحين.
“شام 13”.. إنتاجية مرتفعة وخصائص نوعية
رئيسة دائرة القمح القاسي في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتورة زينب تدبير أوضحت أن صنف “شام 13″جاء نتيجة تعاون الهيئة مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، حيث خضع لاختبارات استمرت سبع سنوات في حمص وحماة ومنطقة الغاب.
وبيّنت تدبير أن هذا الصنف يتمتع بغلة مرتفعة بلغت 6500 كغ/هكتار، إضافة إلى ثباتية عالية، ومقاومة للأمراض، وعدد كبير من الحبوب في السنبلة وصل إلى 34 حبة، ما جعله يتفوق على أصناف اعتمدت سابقاً.
“بحوث 13”: هجين عالي الغلة
من جهته، أوضح رئيس قسم الحبوب في الهيئة المهندس خالد الشريدة أن “بحوث 13” هو صنف مهجَّن تم تطويره في محطة إزرع بدرعا حتى الجيل السابع، ثم نقل إلى قسم بحوث الحبوب لإجراء تجارب شملت الكفاءة الإنتاجية والحقول الاختبارية ثم اختباره عند الفلاحين لسنة واحدة.
وأشار الشريدة إلى أن هذا الصنف حقق إنتاجية بلغت نحو 5900 كغ/هكتار في الزراعة المروية بدرعا وريف دمشق وحمص وحماة، كما يمتاز بمقاومته للأمراض والرقاد، وارتفاعه المناسب الذي يتيح إنتاج القش والأتبان لتغذية الثروة الحيوانية، إضافة إلى احتوائه على نسب عالية من البروتين والغلوتين، ما يجعله خياراً اقتصادياً مربحاً للفلاحين.
جهود بحثية مستمرة
معاون المدير العام للهئية العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتور عبد المحسن مرعي أكد أن استنباط هذين الصنفين يعكس جهود الهيئة والمراكز البحثية لإنتاج أصناف مقاومة للإجهادات الحيوية وغير الحيوية.
وأشار إلى أن الهيئة تعتمد خططاً بحثية لدراسة واستنباط أصناف جديدة، وتستند إلى كوادر مدربة وخبرات عالية، بهدف الوصول إلى أصناف تساهم في تحقيق التنمية الزراعية، تُعرض لاحقاً أمام اللجنة الوطنية الموسعة لاعتمادها.
وكانت اللجنة الوطنية لاعتماد الأصناف أقرت في الخامس من آب الجاري اعتماد “بحوث 13″ و”شام 13” بعد دراسة نتائج الأبحاث التي أثبتت تفوقهما بالإنتاجية وتكيفهما مع الزراعة المروية ومقاومتهما للأمراض.