دمشق-سانا
شدد رئيس لجنة المبادرة الأهلية لحل الأزمة في السويداء مطيع البطين على ضرورة تعزيز الخطاب الوطني الجامع، ونبذ كل أشكال التحريض الطائفي، مشيراً إلى أن هناك تجاوباً واسعاً من مختلف المكونات السورية مع المبادرة التي تؤكد أهمية الحوار والانفتاح والعودة إلى القيم السورية الأصيلة التي تجمع بين أبناء الوطن الواحد.
وقال البطين في مؤتمر صحفي بدمشق اليوم: إن المبادرة الأهلية تدعو إلى نشر الخطاب الوطني والحوار والعودة إلى ثقافتنا السورية وتاريخنا وتعايشنا المشترك، مشيراً إلى أن هناك تجاوباً كبيراً مع المبادرة لدى مختلف المكونات، رغم وجود تخوفات لدى البعض الذين يعول عليهم بأن يكونوا من المنخرطين والفاعلين في هذه المبادرة ولا سيما من أهلنا في السويداء، حيث تمارس عليهم ضغوط كبيرة.
وأضاف البطين: إن المسألة تحتاج إلى صوت واضح وقوي وقرارات جريئة وشجاعة من أجل تلافي الأخطار التي تحدق ببلادنا جراء الخطاب الطائفي أو الذهاب نحو التخندق والانتماءات البعيدة عن الانتماء الأكبر لنا كسوريين، مشيراً إلى أهمية مثل هذه المبادرة ولا سيما مبادرة “السهل والجبل” التي ضمت نخباً من أهل درعا والسويداء قبل نحو عشر سنوات واستطاعت حل الكثير من المشاكل الاجتماعية الصعبة وإطفاء النيران قبل تفاقمها.
وأشار البطين إلى أن المشهد الحالي يختلف عما سبق، نظراً لاستمرار حالات التهجير والقتل والخطف، ما يستدعي الوقوف جميعاً بصف واحد وصوت قوي وصريح، من أجل مصلحة الجميع ومصلحة سوريا التي تحتاج أن نكون على مقدار هذه المرحلة.
وقال رئيس المبادرة: إن هذه المبادرة ليست للمحاسبة بل لإعطاء الأمل بأننا ما زلنا نحتفظ بسوريتنا وما زلنا بعيدين عن التخندق والطائفية ومازلنا نؤمن بأننا أهل وجيران، وبالتالي من المهم الحفاظ على هذه الخصوصية رغم وجود أصوات نشاز تدعو إلى شق الصف وتمزيق البلد بعد فقدان مصداقيتها.
وأوضح البطين أن أغلب أهالي السويداء الذين تم التواصل معهم هم على خلاف هذه الأصوات النشاز، وهم يقولون لنا: نحن مع بلدنا سوريا ومع وطننا وتاريخنا، لكن لا نستطيع أن نقول ذلك علناً، مشيراً إلى أن بقاء هذه الحالة يعني بقاء الأزمة مستمرة، لذلك تم التواصل مع الأهل من السويداء من داخل سوريا وخارجها لتكون المرحلة المقبلة أكثر ثقة وإيجابية لحل هذه الأزمة.
وفي رده على أسئلة الصحفيين، بيّن البطين أنه تم عقد مجموعة لقاءات مع عدد من مشايخ العقل في السويداء وصحنايا قبل انطلاق المبادرة، كما تمت الدعوة لعقد لقاءات موسعة لشرح هذه المبادرة، وتحدث عدد من مشايخ ريف دمشق مؤكدين وقوفهم إلى جانب ما طرح، مؤكداً أن هذه المبادرة ليست باسم الدولة رغم تجاوبها الكبير معها ووجود مؤشرات تدل على أن الحكومة تدعمها.
وأشار البطين إلى أن التحريض الطائفي مردّه غياب الوعي الحقيقي ومصلحة المحرضين الخاصة، كما أن بعض الأصوات المحرضة هي جزء من الأجندة الخارجية ضد مصلحة البلد، مبيناً أن المبادرة تشدد على منع التحريض الطائفي وتجريم استهداف الإنسان على أساس ديني أو عرقي.
بدوره، أوضح عضو لجنة المبادرة الأهلية لحل الأزمة في السويداء الشيخ علي الجاسم أن مجلس الصلح العام الذي يعنى بقضايا الإصلاح والسلم الأهلي ويضم نحو 5000 آلاف ناشط من كل أطياف سوريا ومن كل المحافظات، رأى أن من واجبه إطلاق مبادرة مجتمعية شعبية أهلية لتكون نواة تلتف حولها كل النخب المعنية بقضية سوريا وشعبها.
وقال الجاسم إن هذه المبادرة حصلت على تأييد شعبي واسع، ونأمل أن تحصل على دعم الحكومة لأن أي مبادرة لا يمكن أن تنجح دون أن يكون لها دافع قوي، مضيفاً: نحن معنيون برأب الصدع بين أبناء هذا الشعب وهذا الوطن، فلا يمكن أن يعيش السوريون دون سوريا كاملة موحدة وهذا ما يشهد به التاريخ والواقع، لذلك نعمل مع كل حر ينتمي لهذا البلد بهدف إصلاح ما أفسد ولن نسمح أن يكون الشرخ كبيراً.
وشدد الجاسم على أن التعويل دائماً يكون على أصحاب الفكر والنخب الوطنية الذين لهم جذور حقيقية في الانتماء إلى هذا البلد، أما الحالات التي تظهر على الإعلام فهي حالات غير مخيفة كونها فردية ولا يجب إعارتها أي اهتمام لأننا أبناء بلد واحد، لذلك هذه المبادرة تنطلق باتجاه من يشاركنا هذا الهم.