دمشق-سانا
“يوماً ما سيتعين على البشر أن يقاتلوا الضجيج بشراسةِ قتالهم الكوليرا والطاعون”.. جملة قالها عالم الأحياء الدقيقة الحاصل على جائزة نوبل في الطب “روبرت كوخ” عام 1910، ويظهر معناها في وقتنا الحالي جلياً مع تفاقم مشكلة الضجيج بسبب ازدحام المدن، والاعتماد الزائد على الآلات، ما انعكس سلباً على صحة الإنسان.
وبين الاختصاصي بالطب الوقائي وخبير الصحة المهنية الدكتور ماهر قتلان لـ سانا أنه كلما زادت الفترة الزمنية التي يتعرض لها الإنسان للضجيج أثر ذلك سلباً على صحته الجسدية والنفسية، كضعف السمع، والإصابة بأمراض القلب، والشعور المستمر بالإجهاد، والتعرض لاضطرابات النوم.
وعن مصادر الضجيج، أوضح الدكتور قتلان أن هناك الكثير، فمنها ما هو ناتج عن وسائل المواصلات كالسيارات والقطارات والطائرات، وعن المحطات الصناعية، وأعمال البناء والحفر، وحتى الضجيج داخل المباني بسبب الأجهزة والمعدات التشغيلية للمصانع أو المؤسسات، إضافة لأصوات الموسيقا والصراخ في الأسواق والمناطق السكنية، وأصوات المولدات الكهربائية.
ودعا الدكتور قتلان أصحاب الأعمال إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه موظفيهم، وتحديد المخاطر الناتجة عن الضجيج، والأكثر عرضة لها، ومراعاة اتباع وتطبيق المعايير القانونية لحماية صحة الموظفين وسمعهم، وإجراء الصيانة الدورية للأجهزة والمعدات لتقليل حجم الأصوات الصادر عنها، ومراعاة عزل الصوت في تصميم المبنى وغرف العمل.
كما نصح الدكتور قتلان بنشر التوعية الصحية لآثار الضجيج من خلال وسائل الإعلام والندوات، وأخذ النصائح الوقائية بعين الاعتبار كالكشف الدوري لمشاكل السمع، وخاصة لمن يتعرض لأصوات ناتجة عن الضجيج، واستعمال سدادات الأذن في أوقات الراحة، إضافة لاستخدام الأجهزة التي تصدر عنها أصوات كالمكنسة الكهربائية خلال ساعات النهار المعتادة، وتفاديها في ساعات الليل أو الصباح الباكر.