دمشق-سانا
أكد القيادي في حركة رجال الكرامة، الشيخ ليث البلعوس، أن ما تمر به محافظة السويداء من ظروف دقيقة وحساسة يتطلب موقفاً واضحاً ومسؤولية وطنية صادقة، مشدداً على أن الحركة كانت ولا تزال جزءاً من النسيج الوطني، وملتزمة بالدفاع عن كرامة أبناء جبل العرب ووحدة الوطن.
وقال الشيخ البلعوس في بيان صادر عنه اليوم: “أتحدث إليكم أيها السوريون الأحرار، يا أبناء جبل العرب الأشم، لا لأبرر، بل لأوضح، لا دفاعاً عن النفس، بل دفاعاً عن الحقيقة التي ضللها البعض وخانتها المصالح، وأساء إليها من لا يرى في الوطن سوى مصلحة شخصية أو طائفية”.
وأضاف: “منذ سقوط ما كان يُسمى بالنظام البائد في السويداء، لم نقف على الحياد، ولم نغادر الساحة، بل تحملنا مسؤوليتنا، ووقفنا إلى جانب أهلنا في أصعب الظروف، سعينا للتهدئة حين ارتفعت البنادق، وطلبنا الحوار حين أُغلقت الأبواب، وبحثنا عن حماية المدنيين حين اختلط الحابل بالنابل”.
وأكد الشيخ البلعوس أن حركة رجال الكرامة لم تخن يوماً دماء أبناء الجبل، وقال: “منذ اللحظة الأولى كنا نصرخ: كفى دماءً، كفى متاجرة بكرامة السويداء، كفى تحويل أبنائنا إلى وقود في معارك لا تُشبهنا ولا تمثلنا”، مشيراً إلى أن الحركة تواصلت مع جميع الأطراف من الدولة إلى العشائر وإلى القوى الوطنية، وحتى مع من حمل السلاح في لحظة غضب، مبيناً أنهم طالبوا جميعاً بدولة قانون ومؤسسات تحفظ الكرامة وتردع الفوضى.
وأضاف الشيخ البلعوس: كنا نعلم أن صوتنا قد لا يرضي الجميع، وأننا سندفع ثمناً باهظاً لوقوفنا في المنتصف، نحاول ترميم البيت وجمع الشظايا، من دون أن ننجر إلى الدم، أو نساوم على المبدأ، أو نخضع للابتزاز.
وتابع قائلاً: “حتى حين هُددنا، وحتى حين أُحرقت بيوتنا، وسُرقت مضافتنا، وانتهك قبر والدنا الشهيد الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، بقينا صامتين لا عن ضعف بل عن حكمة”.
وأشار الشيخ البلعوس إلى أن بعض الأطراف تحاول اليوم اتهام الحركة زوراً بأنها كانت سبباً فيما جرى، وقال: «نقول لهؤلاء كفى قلباً للحقائق، فنحن أول من رفض العنف، وأول من بادر إلى التهدئة، وأول من سعى إلى إطلاق سراح المحتجزين، وصياغة الاتفاقات”.
وأكد الشيخ البلعوس أن الحركة خاطبت القيادة مراراً وأصرت على ضرورة حضور الدولة لا غيابها، كما أن التواصل لم ينقطع مع أطراف دولية ودبلوماسيين أبدوا حرصاً حقيقياً على تجنيب المنطقة الفوضى، متمنياً أن يتحول هذا الحرص إلى خطوات عملية داخل مجلس الأمن الدولي من خلال قرارات حاسمة تردع الساعين للتقسيم، وقال: “إن صمت المجتمع الدولي أو تردده في اتخاذ إجراءات جادة لن يُفهم إلا كتشجيع غير مباشر للفوضى والانقسام”.
وطالب الشيخ البلعوس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم، عبر تحرك حقيقي ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة، من أجل حماية السلم وصون وحدة الشعوب والدول، فليس مقبولاً الاكتفاء بالمراقبة بينما تنشأ أمام أعين العالم مأساة جديدة.
وبين الشيخ البلعوس أن الدم والدموع التي نراها اليوم نتيجة لتعنت الطرف الآخر وانفراده بقرار الطائفة ورفضه للحوار، وتمسكه بمنطق السلاح في تنفيذ أجندات خارجية باتت واضحة للجميع، مشيراً إلى أن الحركة لم تشعل فتيل الأزمة، بل تحاول جاهدة إطفاءها.
وقال الشيخ ليث البلعوس: “نحن مع سوريا إيماناً بوحدتها ودورها، ونحن مع الحل السياسي العادل لا الدموي، ونحن مع تطبيق القانون ومع محاسبة كل يد امتدت على الأبرياء، أياً كانت الجهة التي تنتمي إليها”.
وختم بالقول: “إلى أهلنا في سوريا عامة، وفي السويداء خاصة: لم ولن نخذلكم، وإلى السياسيين وأصحاب القرار نقول: افتحوا أبواب الحوار، واحموا المدنيين من كل من يستبيحهم تحت أي ذريعة، وإلى أبناء السويداء الأحرار نقول: الحق لا يموت ما دام وراءه من يطالب به، ونحن هنا لنطالب به”.