دمشق-سانا
توفر الصيدليات الزراعية في سوريا جميع المستلزمات والمواد والأدوية الزراعية التي تلبي احتياجات الفلاحين وتعينهم على مواجهة المشكلات التي يمكن أن تواجه عملهم وفي مقدمتها الآفات والأمراض التي قد تصيب المحاصيل، فيما تمثل مشكلة ارتفاع أسعار هذه المواد عائقا كبيراً أمام الفلاحين وخاصة في ظل موجة الجفاف التي تضرب سوريا وأثرها البالغ على الإنتاج الزراعي.
أوضح عدد من الفلاحين في تصريحات لسانا أن للصيدليات الزراعية دورا بارزا في إيجاد الحلول اللازمة وتقديم الخدمات لإنجاح العملية الزراعية، لكن ما يحول دون تحقيق الاستفادة القصوى منها في حل المشكلات الزراعية هو أسعار المواد المرتفع فرغم أن الأسعار انخفضت بعد التحرير لكن الظروف الاقتصادية الصعبة تقف عائقاً أمام تأمينها.
وأكدوا أن موجة الجفاف التي أصابت سوريا مؤخراً أثرت في إنتاج المحاصيل الزراعية، وانعكست سلباً على واقع الفلاحين من كافة النواحي، ما ينعكس على إمكانية شراء المعدات والمواد والأدوية الزراعية المناسبة.
ولفتوا أيضا إلى ضرورة تكثيف الرقابة على الصيدليات الزراعية فبعض المواد لا تمتلك جودة عالية ما يؤثر على جودة المحاصيل، مبينين أن الانفتاح الاقتصادي الذي تشهده سوريا حالياً يجب أن ينعكس إيجابا على توفر الأدوية والمواد والمنتجات الزراعية بمواصفات عالمية.
المهندس الزراعي مياس ميوس أوضح أن الصيدليات الزراعية توفر احتياجات السوق المحلية حيث توفر مختلف أنواع الأسمدة والمبيدات، والبذور الزراعية ذات الإنتاجية العالية والمقاومة للأمراض، إلى جانب أدوات ومعدات عدة تفيد الفلاحين خلال العملية الزراعية، والتقنيات الخاصة بالري الحديث الذي يوفر كميات كبيرة من المياه ويخفض التكاليف على الفلاح.
كما تعمل الصيدليات وفق ميوس على تقديم استشارات طبية نباتية من خلال تشخيص الحالة الصحية للنباتات ميدانياً أو من خلال لقاء الفلاحين، لناحية الأمراض التي يمكن أن تصيبها، وتقديم تشخيص دقيق للإصابة يستند إلى الظروف البيئية والمشاهدة الخارجية وليس النتائج المخبرية فقط، حيث يتم الاعتماد على المهندسين الزراعيين في تقديم هذه الاستشارات والنصائح.
بين المهندسان الزراعيان عبد المعين غزال ومحمد أنس الطباع أن مصادر الأدوية الزراعية باتت أكثر تنوعا بعد التحرير من النظام البائد، حيث قدمت الحكومة تسهيلات للحصول على المواد والمستلزمات الزراعية وبأسعار منافسة في ظل تعدد الشركات وحالة التنافس التي ظهرت بين المنتجات الوطنية والمستوردة من الدول المجاورة، إضافة إلى التسهيلات المقدمة لناحية المواصلات والتنقل بين المحافظات وايصال البضائع للزبائن.
بين عدد من المهندسين الزراعيين أصحاب الصيدليات الزراعية أن هناك العديد من المشكلات التي تواجه واقع توفير المواد الزراعية بالشكل الذي يلبي احتياجات السوق، وفي مقدمتها زيادة عدد المراكز الزراعية غير المرخصة والعشوائية، وصعوبة تحصيل الديون بسبب ضعف المردود الذي يجنيه الفلاحين من المحاصيل.
ودعوا إلى أهمية تعزيز التعاون بين وزارة الزراعة والشركات الأجنبية الرائدة في مجال الأدوية والمستلزمات الزراعية للارتقاء بواقع هذا القطاع، وإدخال مواد ذات جودة عالية تلبي احتياجات الفلاحين وتنعكس إيجاباً على إنتاجية أراضيهم.