لندن-سانا
تشهد الأرض هذا الأسبوع ذروة زخات شهب البرشاويات، في ظاهرة فلكية سنوية ينتظرها هواة رصد النجوم حول العالم، حيث يُتوقع أن تبلغ الزخات أقصى نشاطها مساء اليوم، مع إمكانية مشاهدة عشرات الشهب في الساعة.
وتُعد شهب البرشاويات من أبرز زخات الشهب خلال العام، وتتميز بسطوعها وسرعتها العالية، حيث تتحرك عبر السماء بسرعة تصل إلى نحو “59” كيلومتراً في الثانية، وتحدث هذه الظاهرة عندما تمر الأرض عبر مسارات الغبار والحطام التي خلفها المذنب “سويفت-توتل”، الذي يكمل دورة حول الشمس كل 133 عاماً.
وتبلغ هذه الظاهرة ذروتها هذا العام في وقت يتزامن مع اكتمال “قمر الحفش” البدر الكامل لشهر آب ما قد يؤثر على وضوح الشهب الخافتة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الرؤية لا تزال ممكنة، وخاصة في المناطق ذات السماء الصافية والمظلمة.
ووفقا لما نقلته قناة بي بي سي عن فين بوريدج مسؤول الاتصالات العلمية في المرصد الملكي في غرينتش بالمملكة المتحدة فإن اكتمال القمر سيحدّ من عدد الشهب المرئية، والتي قد تصل في الظروف المثالية إلى 100 شهاب في الساعة، إلا أن المشاهدين لا يزال بإمكانهم رؤية عدد منها، حتى في ظل سطوع القمر.
وأضاف بوريدج: “أفضل وقت للرصد يكون قبيل شروق الشمس مباشرة، مع إمكانية مشاهدة بعض الشهب في وقت مبكر من الليل”، مشيراً إلى أن “الفرصة ستظل قائمة لرؤية الشهب حتى نهاية شهر آب، وخاصة في ليل الـ16 والـ17، حين يكون القمر أقل سطوعاً”.
وقدم بوريدج بعض النصائح للرصد منها، اختيار موقع مفتوح بعيداً عن الأضواء الصناعية والمباني، الاستلقاء والنظر إلى السماء دون استخدام معدات خاصة، استخدام ضوء أحمر خافت لتجنب التأثير على تأقلم العين مع الظلام، تجنب النظر إلى شاشة الهاتف التي تقلل من حساسية العين للضوء الخافت، والتحلي بالصبر إذ تحتاج العين إلى نحو 20 دقيقة للتكيف مع الظلام، ما يزيد فرص رؤية الشهب.
وتُعد زخات البرشاويات مرئية بوضوح في نصف الكرة الشمالي، ويمكن أيضاً رصدها جزئياً من جنوب الكرة الأرضية، بشرط توفر ظروف جوية مناسبة، وينصح الخبراء بالتحقق من توقعات الطقس قبل الخروج للرصد، إذ تلعب الغيوم والرطوبة دوراً أساسياً في جودة المشاهدة.
ولا تتطلب مشاهدة الشهب أي معدات فلكية، إذ يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وخاصة إذا كنت في نصف الكرة الشمالي أو بالقرب منه.