حمص-سانا
برز لاعب كرة القدم أيمن أبو غليون كأحد الأسماء اللامعة في الملاعب السورية، حيث بدأ مسيرته مع نادي الكرامة عام 1997، قبل أن ينتقل إلى نادي الوثبة عام 2004، ويواصل تألقه حتى عام 2011، حين شكّلت الثورة السورية نقطة تحول مفصلية في حياته الرياضية والنضالية.
وفي تصريح خاص لـ سانا، أوضح أبو غليون (مواليد 1978) أنه عمل خلال سنوات الحصار في حي الوعر بمدينة حمص على تأسيس حالة رياضية مجتمعية بالتعاون مع مجموعة من الرياضيين، حيث تم تشكيل نحو 25 نادياً رياضياً، من بينها “الكرامة الحر” و”خالد بن الوليد”، بهدف توفير متنفس ترفيهي للمحاصرين، وتخفيف وطأة القصف والظروف القاسية.
وأشار إلى أن هذه التجربة كانت من أنجح المبادرات الرياضية، حيث تم التركيز على تدريب الفئات العمرية ونقل الخبرات إليهم، لتشكيل جيل رياضي ملتزم أخلاقياً ووطنياً، مؤكداً أن الرياضيين الأحرار آمنوا بالنصر، واستمروا في مسيرتهم الرياضية بالتوازي مع النضال الثوري، حيث شغل أبو غليون عضوية الاتحاد الرياضي الحر حتى مرحلة التحرير.
وحول تجربته في محافظة إدلب، قال أبو غليون: إن حلم الرياضيين كبُر بوجود أندية مرموقة مثل أمية وسراقب، ما دفعهم إلى تأسيس أكاديمية للمواهب عام 2018 بالتعاون مع المدرب فراس التيت وعدد من الرياضيين، حيث تم استقطاب المواهب وصقلها، واليوم يشارك عدد من خريجي الأكاديمية في أندية الكرامة والوثبة والاتحاد والحرية.
وفي ختام حديثه، ثمّن أبو غليون الجهود المبذولة حالياً لإعادة الألق للرياضة الحمصية، التي كانت حاضرة بقوة في المحافل الدولية، مشيراً إلى أهمية تأهيل الملاعب والصالات الرياضية في المحافظة، لدعم الأجيال الجديدة وتعزيز الحضور الرياضي السوري.
ورغم التحديات المختلفة، تواصل الرياضة السورية إثبات حضورها في البطولات المحلية والإقليمية، فالأندية في المحافظات الشمالية تعيد بناء فرقها من الصفر، معتمدة على المواهب الشابة والبنية المجتمعية، وفي ظل غياب الدعم المؤسسي، يتحول التدريب التطوعي والمبادرات الفردية إلى ركيزة أساسية للنهوض الرياضي.